مدونة الأعمال الأعمال و فعاليات التواصل Why IT Finds Its Place in UAE Coworking Hubs

لماذا يجد مجال تكنولوجيا المعلومات مكانه في مراكز العمل المشتركة في الإمارات

By Precious Alocelja

20250915-saud-cw.jpg

في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا يقتصر نبض الابتكار على قاعات الاجتماعات الشاهقة على طول شارع الشيخ زايد، بل يتردد صداه أيضاً في مساحات العمل المشتركة حيث يبتكر المتخصصون في مجال التكنولوجيا حلولاً تتماشى مع وتيرة الأعمال العالمية. فبعد أن كانت خياراً محدوداً للمستقلين، أصبحت هذه البيئات المشتركة اليوم جزءاً أساسياً من البنية التحتية للأعمال في الدولة. ولم يحتضنها أي قطاع بقدر ما فعل قطاع تكنولوجيا المعلومات.

أظهر تحليل للسوق في عام ٢٠٢٤ أن شركات تكنولوجيا المعلومات شكّلت ما يقارب ٤٠٪ من سوق المكاتب المرنة في الإمارات، وهي حصة أكبر من قطاعات التمويل أو الإعلام أو الخدمات المهنية. ويعكس ذلك حقائق هيكلية تتمثل في طبيعة العمل القائم على المشاريع في قطاع التكنولوجيا، والضغوط المالية على الشركات، والحاجة إلى البقاء بالقرب من العملاء في اقتصاد قائم على السرعة.

 

لماذا تزدهر شركات تكنولوجيا المعلومات في مساحات العمل المشتركة

غالباً ما تُدار مشاريع تكنولوجيا المعلومات ضمن فترات زمنية محددة، وتشمل فرقاً يتغير حجمها باستمرار مع الحاجة إلى التوسع أو الانكماش في وقت قصير. فقد يتطلب تقييم صغير للأمن السيبراني وجود مستشارَين فقط لبضعة أسابيع، بينما قد تحتاج عملية ترحيل سحابي على مستوى إقليمي إلى فريق يضم أكثر من عشرة مهندسين لمدة نصف عام.

إن تجهيز وتأمين مكتب تقليدي لمثل هذا التفاوت في الاحتياجات يُعد أمراً غير عملي. بينما توفر بيئات العمل المشتركة حلاً فورياً بفضل المكاتب الجاهزة للاستخدام والمكاتب الخدمية المجهزة بالكامل، مما يتيح للمتخصصين بدء العمل دون أي تأخير. هذه المرونة تنعكس مباشرة على سرعة الإنجاز، حيث يتمكن المستشارون من تلبية احتياجات العملاء فور توقيع العقود.

لقد صمّم مزوّدو الخدمات مثل سيرفكورب باقات مساحات العمل المشتركة بما يتماشى مع هذه المتطلبات، حيث يقدمون إنترنت بمستوى الشركات، ودعمًا فنيًا لتكنولوجيا المعلومات في الموقع، إضافةً إلى مكاتب استقبال مزوّدة بالموظفين كجزء أساسي من الخدمة.

 

الكفاءة في التكاليف والمواقع المرموقة

بالنسبة لشركات الاستشارات التقنية الصغيرة والمتخصصين المستقلين في الإمارات، غالباً ما تأتي تكاليف العقارات مباشرة بعد الرواتب كأكبر نفقات الأعمال. وتوفر عضويات مكاتب العمل المشتركة حلاً لهذا التحدي من خلال خفض النفقات العامة مع إتاحة الوصول إلى عناوين أعمال مرموقة. فاستضافة اجتماع مع عميل في أبراج الإمارات بدبي أو في مركز التجارة العالمي بأبوظبي تُضفي فوراً مصداقية واحترافية، دون عبء طويل الأمد لعقد إيجار تقليدي. إن هذا المزيج من الكفاءة في التكاليف والمرونة والمكانة المرموقة يجعل مساحات العمل المشتركة في دبي وأبوظبي الخيار الذكي لشركات تكنولوجيا المعلومات الساعية للنمو بثقة.

الفارق في التكاليف واضح. ففي أبراج الإمارات المالية بمركز دبي المالي العالمي، تتراوح إيجارات المكاتب المفروشة بمساحات ٤٥٠–٦٠٠ قدم مربع بين ٢٥٠,٠٠٠ و٣٠٠,٠٠٠ درهم سنوياً، أي بمعدل يقارب ٥٦٠ درهماً للقدم المربع الواحد سنوياً. هذه الأرقام تشكل عبئاً ثقيلاً على شركات الاستشارات التقنية الصغيرة التي تفضل توجيه مواردها إلى توظيف الكفاءات وتطوير الأدوات وإنجاز المشاريع بدلاً من إنفاقها على مساحات مكتبية ثابتة. .

مساحات العمل المشتركة في نفس المناطق المرموقة تُخفض النفقات إلى جزء بسيط من تلك الأرقام. فعلى سبيل المثال، يمكن الحصول على مكتب مشترك في أبراج الإمارات بدبي عبر مزود مثل سيرفكورب مقابل حوالي ٨٩٠ درهماً شهرياً، أي ما يقارب ١٠,٧٠٠ درهم سنوياً. ومن منظور العملاء، فإن العنوان والخدمات لا تختلف عن تلك التي تقدمها الشركات التي تدفع إيجارات السوق الكاملة، بينما تتجنب شركة الاستشارات الالتزام طويل الأمد وتحرر رأس المال للتوسع والنمو. إن هذا التوازن بين القدرة على تحمل التكاليف والمكانة المرموقة يفسر سبب توجه المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات نحو مراكز العمل المشتركة في أبرز أبراج الإمارات.

 

الامتثال والمرونة في دولة الإمارات

يجعل الإطار التنظيمي في دولة الإمارات مساحات العمل المشتركة أكثر قيمة للمتخصصين والشركات في مجال تكنولوجيا المعلومات. فالمناطق الحرة مثل مدينة دبي للإنترنت ومركز دبي للسلع المتعددة (DMCC) وسوق أبوظبي العالمي (ADGM) تصمّم باقات العمل المشتركة لتشمل تراخيص تجارية، وإجراءات تأشيرات، وخدمات أساسية للأعمال. هذا النظام يتيح لرواد الأعمال، خصوصاً القادمين من الخارج، تأسيس أعمالهم بشكل قانوني خلال أيام بدلاً من الانتظار لأسابيع أو أشهر من أجل عقد إيجار مكتبي تقليدي. والنتيجة الإيجابية هي السرعة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لمستشار برمجيات ينتقل إلى دبي أو أبوظبي أن يبدأ عملياته بشكل شبه فوري، مما يعني انطلاق المشاريع بسرعة، وتحسن التدفق النقدي بشكل أسرع، وعدم تعريض علاقات العملاء لمخاطر التأخير الإداري.

يساهم هذا النظام في خفض عوائق الدخول أمام شركات تكنولوجيا المعلومات الصغيرة. فباقات العمل المشتركة في المناطق الحرة يمكن أن تلغي الحاجة إلى رأس مال كبير مقدماً، أو وسطاء قانونيين، أو عقود منفصلة للتأشيرات ومساحات العمل. إذ يستطيع المطورون المستقلون وشركات الاستشارات المتخصصة الحصول على ترخيص تجاري ومكتب في معاملة واحدة، مما يوفر الوقت والمال. والنتيجة هي الاستقرار؛ حيث تتمكن الشركات الصغيرة من الحصول على منصة متوافقة ومعترف بها رسمياً في سوق شديد التنافسية، دون عبء مالي لعقد إيجار طويل الأمد. كما أن دمج مساحة العمل مع خدمات تأسيس الأعمال يقلل من مخاطر عدم الامتثال، ويساعد الشركات على الحفاظ على وضع قانوني سليم أمام سلطات الهجرة والجهات المانحة للتراخيص.

ترى شركات تكنولوجيا المعلومات متعددة الجنسيات فوائد قوية بالقدر نفسه. فكثير منها يفضل إبقاء فرقها الهندسية في الخارج ضمن أسواق منخفضة التكلفة مثل الهند أو باكستان أو أوروبا الشرقية، مع الاستمرار في الحاجة إلى وجود محلي في الإمارات للامتثال وللتواصل مع العملاء. وتلبي المكاتب المشتركة في مناطق مثل مركز دبي المالي العالمي (DIFC) أو مدينة دبي للإنترنت أو سوق أبوظبي العالمي (ADGM) هذه المتطلبات بجزء بسيط من تكلفة الإيجار التقليدي. تشمل الآثار الإيجابية الامتثال للقوانين المحلية، والوفاء بالعقود التي تتطلب وجوداً داخل الإمارات، إضافةً إلى توفير مساحات اجتماعات متميزة لعقد ورش العمل أو العروض التقديمية. وبهذا تتجنب الشركات عدم الكفاءة الناتجة عن دفع تكاليف مساحات مكتبية كبيرة قد لا تُستخدم بالكامل، مع الاحتفاظ بخيار التوسع أو التقليص بسرعة حسب تغير المشاريع. وبالنسبة لمزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات، فإن هذه المرونة تُترجم إلى توزيع أفضل لرأس المال، وزيادة القدرة على الصمود في الأسواق السريعة التغير، وتعزيز القدرة التنافسية عند التقدم للمناقصات في المنطقة.

 

الاتصال والتعاون

إن مراكز العمل المشتركة ليست مجرد أماكن للعمل، بل هي أسواق ومجتمعات حيث تخلق القرب والثقافة المشتركة فرصاً جديدة. فقد يحصل مطور برمجيات على عقد من رائد أعمال في مجال التكنولوجيا الصحية يجلس في الصالة المقابلة، بينما قد يجد أحد خبراء تكامل الأنظمة نفسه متعاوناً في مشروع تقني مالي بدأ الحديث عنه على فنجان قهوة. إن الانفتاح الذي توفره هذه البيئات يجعل التعاون ممكناً بطرق نادراً ما تحققها المكاتب الخاصة المنعزلة. فالمحترفون لا يشاركون المساحة المادية فحسب، بل ينخرطون أيضاً في شبكة من الأقران والفعاليات والتفاعلات غير الرسمية التي غالباً ما تقود إلى شراكات جديدة.

يعمل المشغّلون على تعزيز روح التعاون هذه من خلال تنظيم جلسات للتواصل، وورش عمل، ولقاءات اجتماعية تجمع الأعضاء من مختلف القطاعات. وتتيح هذه الأجواء لمتخصصي تكنولوجيا المعلومات عرض خبراتهم، وتبادل المعارف، والعثور على شركاء لمشاريع تتجاوز نطاق عقودهم المباشرة. وتكمن القيمة هنا ليس فقط في توليد فرص عمل جديدة، بل أيضاً في الانتماء إلى مجتمع يعزز التعلم والدعم المتبادل.

يذهب المشغّلون العالميون بهذه الميزة إلى أبعد من ذلك. فعلى سبيل المثال، تُمكّن سيرفكورب أعضائها في دبي من حجز قاعات اجتماعات في سيدني أو لندن ضمن نفس العضوية. وبالنسبة لاستشاريي تكنولوجيا المعلومات المعتادين على العمل المرن والعابر للمناطق، فإن هذا المستوى من الاتصال يجمع بين مزايا مجتمع تعاوني محلي وبنية تحتية لشبكة عالمية. والنتيجة هي مساحة عمل تؤدي دور قاعدة عمليات ومنصة للنمو في آن واحد.

 

مستقبل مساحات عمل تكنولوجيا المعلومات في الإمارات

يتميز قطاع تكنولوجيا المعلومات في الإمارات بقوى عاملة شابة ومرنة وتقوم على حب التنقل والحرص على المرونة. فالمحترفون اليوم يتوقعون بنية تحتية تقنية موثوقة، ومساحات تعاونية، وتصاميم عصرية، وهي مزايا غالباً ما تفتقر إليها المكاتب التقليدية. وتوفر مساحات العمل المشتركة هذا المزيج المتكامل، مما يعزز الإنتاجية ويدعم استبقاء المواهب، ويجعلها الخيار المفضل في سوق تقني شديد التنافسية.

تؤكد بيانات السوق هذا التحول بوضوح. ففي عام ٢٠٢٤ شكّل المستقلون نسبة ٤٤٫٣٪ من سوق المكاتب المرنة في الإمارات، بينما مثّل قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات المرتبطة به ٣٩٫٧٪ ليصبح أكبر شريحة مستخدمة. وقد ولّدت مساحات العمل المشتركة ٤٨٫٨٪ من إجمالي إيرادات المكاتب المرنة في ذلك العام، فيما واصلت الشركات الناشئة زيادة طلبها بمعدل نمو سنوي مركب بلغ ١١٫٤٪ حتى عام ٢٠٣٠.


بالنسبة لشركات تكنولوجيا المعلومات، لا تقتصر فائدة مساحات العمل المشتركة على توفير المكاتب فحسب، بل تمنحها مزايا استراتيجية حقيقية. فالمزوّدون مثل سيرفكورب يجمعون بين المصداقية العالمية وشروط الإيجار المرنة، إلى جانب بنية تحتية قابلة للتوسع ومرافق فاخرة تلبي احتياجات المتخصصين في المجال التقني. ومع البيانات التي تؤكد الدور المحوري لمساحات العمل المشتركة في مشهد المكاتب بالإمارات، يُعد اعتماد هذه المساحات الخيار الأكثر منطقية وضماناً للمستقبل لشركات تكنولوجيا المعلومات.

 

 

 

شاهد أفضل المكاتب الافتراضية في الإمارات العربية المتحدة

أرقى المكاتب المُجهزة في الإمارات العربية المتحدة

شاهد أفضل مساحات العمل المشتركة في الإمارات العربية المتحدة

Stunning meeting spaces and boardrooms in الإمارات العربية المتحدة

}